هل مجتمعك سعيد أم حزين؟ تعال أعطك فكرة عن تحليل المشاعر في مواقع التواصل الاجتماعي
نعيش اليوم في عالم وسائل التواصل بامتياز، حيث ينمو عدد المنشورات يوميا بأعداد كبيرة جدا، على سبيل المثال يتم نشر 95 مليون صورة جديد يوميا في إنستغرام (Instagram)، وأيضا في شهر آب/أغسطس من العام الماضي 2022 كان يتم نشر 6000 تغريدة جديدة في تويتر كل ثانية.
هذه الإحصائيات إلى جانب كونها تمثّل تحديا للمختصين بمواقع التواصل والتسويق الإلكتروني، فقد أعطت الفرصة للشركات والباحثي والأفراد كي يحاولوا الاستفادة من كل هذه الموارد.
وبعد تطور الذكاء الاصطناعي ووصوله لمراحله الحالية، طوّر البعض أدوات قوية قادرة على الكشف عن المشاعر والعواطف الخفية – التي تعبّر عادة عن مشاعر كاتبها – التي تتضمنها منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هو تحليل المشاعر؟
حسب أمازون: تحليل المشاعر هو عملية تحليل للنص الرقمي لتحديد ما إذا كانت النغمة العاطفية (Emotional Tone) للرسالة إيجابيةً أو سلبيةً أو محايدةً. ويعتمد على ما يسمّى معالجة اللغة الطبيعية (NLP) حيث تُعطى التغريدات والمنشورات لأدوات مختصة تقوم بإعادة تفكيك الكلام لتحليله.
بعد تحليل النص تصنّف تلك الأدوات النصوص المحللة بعدة طرق، أهمها اثنتان:
- التحليل المعتمد على المقاييس: حيث يوضع مقياس معين لتحديد مدى إيجابية النص، مثال: مقياس من 1 إلى 5، حيث يمثل الرقم 5 قمة الإيجابية، ويمثل الرقم 1 قمة السلبية.
- التحليل المعتمد على المشاعر: كالغضب والرضا والسعادة والحزن، وغيرها.
يوجد 3 طرق أساسية للتحليل:
- التحليل بناء على القواعد: يعتمد فيها الذكاء الاصطناعي على قواعد معدّة مسبقا تساعده على الوصول لتحليل مشاعر مباشر للنص المطلوب، ومن أمثلة تلك القواعد: حساب الكلمات المصنفة إيجابيا في النص، وكذا المصنفة سلبيا، ثم يقرر نبرة المشاعر بناء على العدد الأكبر بينهما، وهذه النوع يعتبر بدائيا لأنه يفكك النص إلى كلمات مفردة ولا يأخذ السياق في الحسبان.
- التحليل التلقائي: يعتمد الذكاء الاصنطاعي في هذا النوع على تقنيات تعلم الآلة (Machine Learning) وبعض الخوارزميات المختصة في ذلك، فيتم تدريب الأداة على اكتشاف المشاعر الموجودة في النصوص باعتبار كلماتها وسياقها سويا.
- التحليل الهجين(Hybrid): يعتمد على الدمج بين النوعين المذكورين سابقا، ويعتبر الأكثر دقة بين الأنواع الثلاثة حتى الآن لاعتماده.
أهمية تحليل المشاعر
من ضمن الميزات التي وفّرتها أدوات تحليل المشاعر في مواقع التواصل الاجتماعي: تمكين الشركات من قياس رضا العملاء، وإعطاء المساحة للأفراد والباحثين لتكوين نظرة شاملة حول المزاج الجمعي للمجتمعات عبر الإنترنت.
إذن؛ أحدث تحليل مشاعرنا ثورة في الطريقة التي نفهم ونفسر بها هذا البحر الهائل من البيانات والمنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، وأتاح لنا التعمق في الأفكار والآراء والمواقف التي يعبر عنها الأفراد عبر المنصات المختلفة، كل ذلك عن طريق تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، .
لماذا التركيز على مواقع التواصل؟
في العصر الذي نعيش فيه صارت مواقع التواصل هي المكان الأكثر ازدحاما فيما يتعلق بتعبير الناس عن مشاعرهم وأفكارهم، ففي دراسة تمت قبل فترة كوفيد-19 وأثناءها؛ اكتشف الباحثون أنه في الفترة السابقة لكوفيد-19 كان ما يقارب (15%) من تغريدات الذكور البريطانيين في تويتر تحتوي على مصطلحات تتعلق بالحزن، مقابل (16%) تقريبا للنساء، وارتفع الرقم بطبيعة الحال أثناء فترة كوفيد، وهو ما يجعل مواقع التواصل المكان الأمثل للتوصل للمعلومات العامة حول مشاعر الناس.
الخلاصة
شكرا لوقتكم الثمين، ودمتم بودّّ.