لماذا أدعوك لترك التخصص؟ سبع فوائد لـ (التعمم) مقابل (التخصص)

تشيع اليوم فكرة التخصص الدقيق. وكل ما تقدمنا في الأيام أكثر نجد أن التخصصات تنقسم وتتشظى أكثر فاكثر لتشكل تخصصات أصغر منها، في هذه التدوينة أحب أن ألقي الضوء على وجهة النظر المختلفة التي تمدح التعمم

ما هو التعمم؟

التعمم (Generalization) هو امتلاك مجموعة واسعة من المهارات والمعارف في مجالات متعددة، وسأستخدم مصلح العمومي لوصف الشخص الذي يطبّق نظرية التعمم.

فوائد التعمم

أولا: المرونة

تعد المرونة من أهم ميزات حالة (عدم التخصص)، فلو أرادت شركة أن تعيّن شخصا في منصب يتطلب مجموعة متنوعة من المهارات (كمنصب Business Analyst) فالأولوية هنا ستكون لصاحب المهارات المتعددة، إلى جانب أن تنوع الاطلاع يؤدي إلى تنوع الاهتمامات، وتنوع الاهتمامات يجعل العمل المنجز أكثر جاذبية للعملاء.

ثانيا: ملاحظة الصورة الكاملة

يبرع العموميون في رؤية الصورة الكاملة الشاملة لما يفعلونه، ومقارنة بالمتخصص الذي يكون تركيزه على التفاصيل الدقيقة التي بين يديه، يكون للعمومي الميزة في الابتكارات وحل المشكلات، نظرا لما يملكه من نظرة أشمل.

مكعب روبيك فوق كتاب قديم

Rubik’s Cube on Book – pexels.com

ثالثا: القدرة على التأقلم

بسبب العقلية التي يمتلكها العموميون، تكون قدرتهم على التكيف مع القطاعات المتغيرة بسرعة، وكذلك تكون قدرتهم في التككيف أعلى في المهن التي تتطلب مجموعة متشابكة من المهارات (كمهن العمل الحر المختلفة مثلا).

رابعا: إبداع أكبر

بالنظر إلى كم التجارب والمعلومات المختلفة التي تعرض لها العموميون، فقد يكونون أكثر قدرة على توليد حلول إبداعية للمشكلات.

خامسا: مهارات تواصل أفضل

غالبا ما يتمتع العموميون بمهارات اتصال أفضل من غيرهم، والسبب الأساسي في ذلك أنهم اعتادوا التعامل مع أشخاص من خلفيات وتخصصات مختلفة لتعدد اهتماماتهم، هذه الميزة تجعلهم ماهرين في سد الفجوات وتسهيل التفاهم بين الأقسام المختلفة في العمل.

سادسا: الأمان الوظيفي

مع الأزمات القتصادية الدائمة، وتحولات السوق المتتالية التي تحصل في العالم حولنا؛ غالبا ما يكون العمومي من الأقل تأثّرا بذلك، لقدرته على التكيف مع الأدوار المختلفة كما ذكرنا سابقا.

سابعا: قدرات قيادية أعلى

بسبب قدرتهم على رؤية الفروقات بين الأدوار والأقسام المختلفة، ومع إمكانية فهم وجهات نظر كل قسم لتوسّع الاطلاع؛ يمكن للعموميين أن يكونوا قادة ملهمين في الشركات التي يعملون بها.

كلمة أخيرة

ظروف الإنسان وأهدافه هي ما توجهه نحو الاختيار الصحيح له، إما التعمم أو التخصص، بعض الأشخاص قد يستفيدون من مجموعة المهارات الواسعة، والبعض الآخر تجعله هذه المهارات مشتتا، ومفتاحه الأساسي هو التخصص، والطريقة الأمثل هي إيجاد توازن صحيح بين الطرفين.

ومن الطرق التي توجد ذلك التوازن: أن يكون لكل مرحلة سمتها الخاصة، فقد يبدأ الشخص متخصصا ثم يصبح عموميا مع الوقت، والعكس بالعكس، ومن الطرق أيضا ما أصبح يسمى اليوم بـ (الموظف الريادي) وهو الموظف بعقلية رائد الأعمال، الذي يكون مهتما بتطوير أنشطة وسلع وخدمات جديدة لصاحب العمل.