نوشن: رحلة مع تطبيق يغني عن غيره

في إحدى جلساتي مع أحد الأصدقاء كنا نتكلم عن اختبار Clifton Strengthsfinder فاكشتفنا أن هناك ثلاث سمات مشتركة بيننا (وهذا رقم كبير لمن يعرف الاختبار، ومن لا يعلمه قد أكتب تدوينة تعريفية به قريبا).

كانت إحدى السمات التي أمتلكها تسمّى Input وخلاصتها أنني أحب جمع الأشياء والأفكار وأرشفاتها بشكل دائم، فاقترح علي وقتها أن أستخدم تطبيق نوشن كأرشيف دائم، احتفظت باقتراحه عدة أشهر قبل أن أدخل (عالم) نوشن وأتفاجئ بما قدّمه لي.

Light Bulb – pexels.com

نوشن: قواعد البيانات وبناء القوالب

لا أعلم التطور التاريخي للتطبيق، ولم أهتم للقراءة عن تاريخه كثيرا، لكن ما لفتني هو استخدامه لفكرة قواعد البيانات كعنصر أساسي في بناء قوالبه.

دعونا نعود خطوتين للخلف؛ نوشن يصنّف لدى الكثير من مستخدميه أنه تطبيق ملاحظات (رغم عدم موافقتي على هذا التصنيف)، يعتمد بشكل أساسي على فكرة القطع (Blocks) والقوالب (Templates) لتكوين صفحات كاملة من الصفر حسب الشكل الذي تريده في ذهنك.

ويمتلك نوشن مجتمع جميلا من المستخدمين الذين يثرون الإنترنت بقوالبهم المتعددة إما بتقديمها مجانا، أو بمقابل مادي، لكن الجميل أنك تستطيع أن تجد قالبا لكل ما تريده تقريبا، والأجمل أنك باستخدامك لفكرة الوقالب تلغي الاحتياج لبناء تصميم واحد مرتين، وهذه الميزة تعتبر مقنعة جدا لاستخدامه.

لكن أهم ما يميز نوشن في وجهة نظري هو فكرة قواعد البيانات التي يقدمها، حيث يقدّم فكرة أشبه بفكرة الإكسيل (مع فروقات كبيرة في الإمكانات لصالح إكسيل طبعا) بتعقيد أقل بكثير.

وتلك القواعد تعطيك القدرة على ربط قواعد البيانات تلك واستخدام المعلومات بطريقة متشابكة بشكل مذهل، بشرط أن تكون الفكرة حاضرة في ذهنك لتنفيذها.

صورة لإحدى قواعد البيانات في نوشن – notion.so

كل شيء في مكان واحد .. ممكن؟

الشيء الآخر الذي لفت انتباهي في نوشن هو أنك تستطيع استخدامه بدل عدة تطبيقات أخرى سويا.

في سنتي الأولى استخدمته لتدوين الملاحظات (بديلا لـ Google Keep) ولتتبع عادات (بديلا لـ HabitBull) ولمتابعة المشاريع (بديلا لـ Trello) ولحفظ الملفات أيضا (بديلا للتطبيقات السحابية، فهو يعطي مساحة لا محدودة في الخطط المدفوعة.

لم أجرب خاصية الذكاء الاصطناعي المدمجة فيه بعد، لكنني أظنها ستضيف له شيئا عظيما جدا -بحسب من جربها-.

وتبقى فكرة أن يكون كل شيء مجموعا في مكان واحد، منظما بطريقة معينة مع صفحة Landing Page يصنعها الشخص كما يشاء؛ فكرة مذهلة بكل المقاييس.

القدرة التي أعطاني إياها نوشن كانت كفيلة بتنظيم كثير من فوضى التطبيقات الأخرى لفترة من الزمن، لكن السؤال هنا: هل هذا مجدي؟ في الحقيقة؛ الأمر يعتمد على استخدام كل شخص لتلك التطبيقات، ففي بعض الحالات (كما كانت حالتي في السنة الأولى من استخدامه) كان نوشن كافيا وزيادة، لكنني اليوم عدت لاستخدام عدة تطبيقات كل منها في مجاله، لأن الأشياء التي أريدها صارت أكثر تعقيدا ولم تعد كفاءة 70-80% كافية لتحقيقها.

ميزة أخيرة

اكتشفت في الفترة الأخيرة الكثير من التطبيقات التي تعطي ربطا Integration لعدة خدمات مع نوشن، وهذا ما يسهل ربطه أكثر وأكثر بتطبيقات أخرى ليكون التطبيق المركزي الذي يستخدمه الشخص في مهامه اليومية. وهذه ميزة أخرى تحسب لنوشن أيضا.

ختاما

أعتبر نفسي من أشد مؤيدي التحول التقني بالنسبة للأفراد، لأن القدرات التي تعطيها لك التقنية تزيدني ذهولا كل يوم، وفي الحقيقة أرى نوشن نقطة بداية ممتازة لمن يريد رقمنة غالب أعماله ومهامه، بشرط وحيد؛ أن يكون مستعدا لقليل من التعقيد والصعوبة في البداية؛ لأنني لا أعتبره من التطبيقات سهلة التعلم.

وفي تدوينات أخرى سأتحدث بالتفصيل عن النظام الذي بنيته باستخدام نوشن وكيف ساعدني جدا في تحرير عقلي من التفكير في كل صغيرة وكبيرة.

وأنتم .. هل استخدمتم نوشن سابقا؟ وما هو انطباعكم عنه؟ شاركوني ذلك على مواقع التواصل في الأسفل

شكرا لوقتكم الثمين، ودمتم بودّّ.