أتحداك أن لا تكمل كل رواياته بعد نهاية الأولى: دان براون ملك روايات الإثارة

تعتبر الرواية فنّا جميلا من الفنون التي يستطيع المرء أن يعيش فيها عالما موازيا لعالمه، ومع كثرة الروايات والروائيين في العصر الحالي، إلا أنك يندر أن تجد قارئا لروايات الإثارة والجريمة يخالفك في وجود دان براون ضمن أهم 5 كتاب روايات مثيرة في القرن الحالي.

بداياتي مع دان براون

في فترة من الفترات كنت مقبلا على قراءة كل شيء يقع تحت يدي تقريبا، وأخبرتكم سابقا أنني أعتبر القراءة أجمل انواع الحب.

وفي أحد الأيام اشتريت روايتين من الحجم الذي اعتبرته وقتها كبيرا جدا، أحدهما “انتقام” للكاتب الاسكندنافي جو نيسبو، والآخرى كان “حقيقة الخديعة” لدان براون.

بقيت هاتان الروايتان فترة طويلة في المكتبة دون أن أقترب منهما، لكن في أحد أيام الصيف قررت أنني أريد أن أبدأ بقراءة رواية دان براون لأنني لم أجد شيئا لأفعله، وعندما بدأت بتلك الرواية تعبت قليلا لكثرة التفاصيل في بدايتها، ثم ما لبثت أن تعلقت بها بعد ما يقارب الخمسين صفحة.

كانت تلك الرواية واحدة من الروايات الحابسة للأنفاس، ولا يزال لها وقع خاص في نفسي، ورغم حجمها الذي يقارب 400 صفحة إلا أنني أنهيتها في أيام معدودة .

بعد قراءتي لحقيقة الخديعة اتخذت قراري: سوف أقرأ كل مؤلفات دان براون.

الرحلة

عندما انتهيت من “حقيقة الخديعة” بحثت عن براون ورواياته الأخرى، فعلمت أن أشهرها “شيفرة دافنشي” فقررت أن أفعل ما أحب فعله دائما، اترك الكتاب المشهور للأخير.

استعرت بعدها رواية “الجحيم” من أحد الأصحاب وأذكر أنني قرأتها خلال يومي الإجازة (الجمعة والسبت) وكنت أقاوم النوم مقاومة حقيقية طوال الوقت حتى أنتهي منها.

لم يكن سبب تلك السرعة هو أنني مضطر لإعادة ما استعرته في وقت محدد، لكن أسلوبه في رواية الجحيم كان مذهلا، والحبكة كانت متقنة جدا.

ثم بعدها اشتريت روايتيته “الرمز المفقود” و “ملائكة وشياطين” -التي تعدّ أكبر رواياته حجما- من أحد متاجر الكتب المستعملة.

بدأت بقراءة “ملائكة وشياطين” أثناء سفري في الباص بين مدينتين، ووقتها آلمتني عيناي جدا لقراءتها في الليل بدون ضوء (كنت أمسك الكتاب الضخم في يد، والجوال في يد أخرى) ثم وصلت إلى وجهتي بعد قرابة 12 ساعة، لكن الرواية ما يزال فيها قرابة النصف (لأنني بطبيعة الحال لم أستطيع أن أقرأ أكثر من عدد من الساعات) فلم يساعدني ذهني على النوم، وقررت أن أبقى مستيقظا حتى أكملها، لكن جسدي لم يسمح لي، فأكملتها خلال الأيام التالية.

وبعدها بأشهر كان موعدي مع “الرمز المفقود” قرأتها في فترة كنت أعيش فيها وحدي، وأذكر أن النصف الثاني منها قرأته في ليلة الجمعة متواصلا، كانت تلك الليلة مرعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، من جرب أن يقرأ لدان براون يعلم مدى الصور المخيفة التي توجد في رواياته، فما بالك بمن يقرأها وحيدا في هدوء الليل؟

وأخيرا وبعد مروري على كل تلك الكتب قررت أخيرا أن أقرأ روايته الأشهر “شيفرة دافنشي”.

دان براون هدية معرض الكتاب

عندما تُرجِمت رواية براون الأخيرة “الأصل” كنت متشوقا جدا لقراءتها، لكن سعرها كان مرتفعا جدا فلم أستطع وقتها اقتناءها.

صادف يوما أنني كنت مع أخي وصاحبه في معرض الكتاب -في نفس فترة صدورها- وكان أخي يعلم أني أريدها، فذهبت لأستريح بعد عدة ساعات من المشي في المعرض، ثم فاجآني بقدومهما بكيس يقدّمانه لي كهدية، وكانت تلك الهدية “الأصل”.

لا أخفيكم أنني من شدة فرحي بالهدية، تركت كل ما أقرؤه حتى أنهيتها وأطربتني كعادة رواياته.

تقييم عام

هذه التدوينة ليست ترشيحا مطلقا لكل أحد، لكن، من يحب الروايات المثيرة والحبكات المعقّدة لابد أن يحب روايات براون.

بالنسبة لي ترتيب رواياته من الأجود إلى الأقل جودة كان كالتالي: الجحيم – حقيقة الخديعة – ملائكة وشياطين – الأصل – شيفرة دافنشي – الرمز المفقود، أما عن (الحصن الرقمي) فلم أقرأها حتى الآن.

وأنتم، هل قرأتم شيئا لدان براون؟ شاركوني آراءكم إن قرأتم له.

شكرا لوقتكم الثمين، ودمتم بودّّ.