الطبخ كفعل رومانسي
أعيش مع الطبخ حالة من الرومانسية التي قد لا يتخيل كثيرون أنها قد تتواجد في فعل كتحضير الطعام.
ولا يعد الطبخ بالنسبة لي محاولة لتغيير وتحسين نوعية الأكل فقط، لكنه يسمح أيضا بالإبداع والتجربة وتطبيق بعض النظريات المجنونة، لذا فعندما تمنحه فرصة كافية، فإن ستعيش تجربة وقوع في حبه قد تغيّر حياتك.
من أين أبدأ؟
بداية، يجب عليك أن تتعلم أسايات الطبخ وتحضير الوجبات الأساسية البسيطة، وقد يكون الإنترنت وبعض الكتب المتوفرة هي الخيار الأمثل، ولا أنصح بالتعلم من الأمهات والجدات لأنهن سيعطونك الخطوات مضافا إليها الخبرة، وقد يغفلون بعض الملاحظات المهمة لانهم يفعلونها بخبرتهم عادة.
المطبخ: مشاعر وأحاسيس
عندما أعطيت الطبخ الفرصة المناسبة؛ اكتشفت أنه تجربة تستحق تلك الفرصة، فهو قد وفّر لي إحساس الإنجاز والإبداع والفرح، بل يراه البعض نشاطا تأمليا بحتا، ولا أستطيع أن أخالفهم الرأي في ذلك حقيقة.
لا أزال أعيش أكثر حالات الصفاء الذهني حال الطبخ، ولا أبالغ إن قلت: إنني أفضّل الحالة الذهنية التي تعرض لي حال الطبخ على الحالة التي تعرض لي حال المشي.
أول فرح صغير أحسست به أثناء الطبخ؛ أنه سمح لي باستكشاف الكثير من المكونات الجديدة والنكهات الجديدة التي لم أكن أعلم شيئا عنها.
أما عن الإنجاز، فالشعور الذي يشعره المرء حينما يتذوق الوصفة التي قام بعملها ويرى كمية الإبداع الموجود في المذاقات المختلفة؛ شعور مرضٍ جدا، أضف إلى ذلك آراء أحبابك الذين يجربون تلك الوصفات الغريبة التي تقوم بها.
إلى جانب ذلك، فقدة الإبداع،ومشاركة الأفكار الفريدة حول خلط المكونات، أو وضع لمساتك الفريدة من نوعها؛ كل ذلك يعطيك شعورا رائعا بتعبيرك عن ذاتك.
ثم إنني كلما زادت مهاراتي في الطبخ، صار دخول المطبخ متعة لدي أكثر، ومع تتالي الوصفات التي أتعلمها؛ يصبح تعلّم وصفات جديدة وخدع جديدة للطبخ حالة شغف مستمرة.
أما الشعور الأجمل في كل ذلك بالنسبة لي؛ كان شعور التعبير عن الذات من خلال الطبخ، فعندما يجرّب أحدهم شعور أن يُعرَف بين الناس بأنه صاحب الطبخات اللذيذة.
من الطبخ إلى العيش مع الثقافات
ويبقى الشعور الأجمل هو القدرة على مشاركة الثقافات الأخرى في طعامهم، ففي كثير من المرات التي كنت أتعلم فيها طعاما جديدا من أحد الثقافات، كان ذلك الطعام يقودني للكثير من الأسئلة التي تقودني للكثير من المقالات والكتب حتى أتعلم أكثر عن تلك الثقافة.
ختاما
في الختام ، هناك أسباب كثيرة للوقوع في حب الطبخ: بداية بمتعة التعبير عن الذات، ثم حالة الرضا التي تأتيك من الإنجاز وردود الفعل الإيجابية، وانتهاء بحالة الشغف التي أعيشها مع كل وصفة جديدة.
لماذا لا تلتقط كتاب طبخ، وتستكشف نكهات جديدة؟ ترى أين تأخذك رحلة الطهي الخاصة بك؟ قد يقودك ذلك لاكتشاف شغف جديد يثري حياتك لسنوات قادمة.
تذكّروا أن تشاركوني آراءكم وتجاربكم الطبخية.
شكرا لوقتكم الثمين، ودمتم بودّّ.